يعملُ كامينيتي بلغةٍ تجريدية، تَدينُ في أصولها للتقليد العُرفي، غير أنّ عملَه زاخرٌ بإيحاءاتٍ مستقاةٍ من فن الشارع والكتابات الجداريَّة والرسم الأوربّي الحديث، وقد سارَ مسارُ أليكس كامينيتي في اتجاهٍ معكوس، إذ انطلقَ من بحثٍ ذي جوهر تصويريّ تراثيّ، قوامُه العنايةُ بعصر النهضة الإيطالي ودروسِ التصوير الإيطالي في القرن العشرين، ليصلَ إلى حريةٍ تعبيريةٍ مُكتشَفةٍ من جديد، تجدُ محورَها الأساسيَّ والمُهيمِن في استقلالية الحركة والاستقلال المُطلَق للّون.
Alex Caminiti
Artists
وتتجلَّى اليومَ السمةُ البارزةُ في شاعرية كامينيتي في التجدُّدِ المجنون والفوضوي للشكل، إذ فُكِّك من قبل فأسقط العلاقةَ بتمثيلِ الواقع، وتطلب حركتُه السريعةُ المَرِحة دربَ حركةٍ مستقلةٍ ناضجةٍ أصيلة، تبدو من جهةٍ منفصلةً كلَّ الانفصال عن التقاليد العُرفية التي تستندُ إليها، وتُدرك في آنٍ عجزَها عن ذلك لأنها تحتويها كلَّها، فتنتهي إلى شيء من مخالفة مُراد الفنان نفسِه، فتُصبح مزيجًا مُبهجًا من الإيحاءات والإشارات والنقول. أليكس كامينيتي من مواليد مِسِّينا سنة (1977)، ولمّا تخرّج في الأكاديميةِ عزم على أن ينقطع بالكلية لعالم الفن، وهو مُبتكِرُ جوائزِ صقلية، وفنانٌ يحظى بتقديرٍ كبيرٍ خارجَ إيطاليا كذلك، بل قد شارك في كثير من الفعاليات والمناسبات المهمة، ومن أجلِّ المناسبات التي شاركَ فيها معارضُ مركز التجارة العالمي في بكين، والقصرِ الشتوي في سان بطرسبرج، وجائزة فرسان إستوريل الدولية في لشبونة، وجاليري تيت في لندن، والمركز التجاري في شنغهاي وهونج كونج ودبي، وبينالي كوريتيبا بالبرازيل، وكَستِل دِلوفو (قلعة البيضة) في نابولي، وبينالي نهاية العالم في شيلي، ومهرجان هوبيه الدولي للفنِّ المعاصرِ في ووهان بالصين.